تعكّر المزاج في زمن «كورونا»

اكتئاب موسمي يمكن تجاوزه بحيل بسيطة  

استبد المزاج السيئ ومشاعر القلق بالكثيرين بسبب الهموم والضغط النفسي الناتج عن تفشي وباء كورونا واضطرارهم للمكوث في منازلهم، إضافة إلى التغيّر المستمر في الإجراءات التي تتخذها الحكومات لاحتواء الجائحة، وقد يدفع تبدل الفصول كذلك، البعض إلى الشعور بما يُعرف بـ»الاكتئاب الموسمي»، خصوصا خلال الشهور المقبلة، فيواجهون صراعا نفسيا حقيقيا.
ولهذا يقدم كبار الخبراء في علم النفس نصائح عملية يومية لتساعد الناس على التعامل مع الحالة المزاجية والنفسية بطريقة أفضل، وتوجيه طاقاتهم نحو خلق عادات صحية حميدة، عبر الصبر وتذكّر أن ترسيخ عادة ما لدى المرء يستغرق 66 يوما فقط.
وشبّه خبير في الطب النفسي - يعمل في أحد المستشفيات الأميركية المرموقة - التضارب الحاصل في مشاعر الأفراد بـ»ركوب الأفعوانية»، معتبرا أن رفض الشعور بالعجز «أمر أساسي لخوض تجربة الركوب هذه بسلاسة».
ولفت الاستشاري النفسي في كليفلاند كلينك، الدكتور سكوت بيا، إلى أن حالة عدم اليقين التي يعيشها العالم اليوم يمكن أن تؤدي إلى الشعور بالقلق، مؤكّدا أن الجهل بمستقبل الأحداث قد يولّد المشاعر السلبية - مثل الشعور بالإحباط - التي بدورها تدفع الأفراد إلى الانطواء والاستسلام.
ودعا بيا إلى اتخاذ تدابير وممارسة أفعال والحصول على أشياء تولّد الشعور الإيجابي، فضلا عن التواصل مع أفراد «يجلبون المشاعر الإيجابية إلى حياتنا».
كما أوصى بالتعامل مع الأوضاع الراهنة «يوما بيوم»، بدلا من التطلع بعيدا إلى مستقبل يحفّه الغموض الشديد، وأضاف «إذا كنت تشعر بالإحباط فحاول أن تتصرّف عكس رغباتك؛ فإذا كنت ترغب في البقاء في الفراش، انهض وحرّك جسمك، وإذا رغبت في الانطواء على نفسك، قاوم هذه الرغبة وحاول التواصل مع صديق».
وأوضح أن تقديم الهدايا إلى الآخرين يمكن أن يحسّن مزاج المرء، معتبرا أن ذلك وسيلة لإحداث تأثير إيجابي قوي في مشاعر الآخر وبالتالي تحسين مزاجه ورفع معنوياته.
ونصح الطبيب النفسي بممارسة التمارين الرياضية، أيا كان نوعها، لأنها تُحدث أثرا إيجابيا في الحالة المزاجية للمرء.
ودعا إلى ضرورة الحفاظ على الروابط الاجتماعية، فالتفاعل مع أفراد العائلة والأصدقاء - سواء عبر الإنترنت أو خلال الأنشطة الخارجية وضمن شروط محدّدة تحقق التباعد الجسدي ـ ويمكن أن يكون مفيدا أيضا.
وشدّد بيا على أهمية العلاج البيولوجي للاكتئاب وهو ما يُدعى بـ»جدولة النشاط»، فإذا كان بوسع المرء جدولة وقته وشغله بأنشطة هادفة وترفيهية وشخصية، شريطة الالتزام بها، سيكفل له ذلك إخراجه من بؤس المشاعر السلبية إلى واقع معيشي إيجابي، وهو أمر يغيّر ما يفعله الدماغ بيولوجيًّا».

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024